توفر الحوسبة السحابية قابلية التوسع والكفاءة التي تعتمد عليها الشركات الحديثة، إلا أنها تفرض في المقابل عدداً من التحديات الأمنية الهامة. وتُظهر الاختراقات الأمنية والتهديدات الداخلية والإعدادات الخاطئة التي تطال حتى كبرى الشركات العالمية الحاجة إلى وجود نهجٍ استراتيجي شامل للحفاظ على الأمن السحابي يتضمن الحوكمة والتكنولوجيا والثقافة المؤسسية.
تكمن الخطوة الأولى في إدراك أن الأمن مسؤولية مشتركة بين مزودي الخدمات السحابية والعملاء. حيث يقوم المزودون (مثل منصة Oracle Cloud Infrastructure) بحماية البنية التحتية الأساسية التي تشمل مراكز البيانات الفعلية وطبقات الشبكات وبرمجيات مراقبة الأجهزة الافتراضية (hypervisors)، فيما يقوم العملاء بتأمين التطبيقات والبيانات وإمكانية الوصول. ويمكن أن تؤدي المفاهيم الخاطئة حول هذه الأدوار إلى تعريض البيانات للخطر. كما يجب على العملاء أيضاً فرض تقنيات التشفير وضبط سياسات وصول ومراقبة الأنشطة غير الاعتيادية. حيث يمكن أن يؤدي الفشل في القيام بذلك إلى الكشف عن المعلومات الهامة والحساسة وتعريضها لهجماتٍ قد تكون عواقبها وخيمة.
تواجه البيئات السحابية مخاطر فريدة ومتزايدة. ويلعب فهم هذه المخاطر دوراً حيوياً في ضمان فعالية الدفاعات المستخدمة لصدها:
خروقات البيانات: تحدث غالباً نتيجة ضعف ضوابط الوصول أو سوء الإعدادات، مثل حاويات التخزين السحابية المكشوفة للعامة أو الأذونات غير المناسبة. يمكن أن تؤدي مثل هذه الحوادث إلى خسائر مالية والإضرار بالسمعة بالإضافة إلى العقوبات التنظيمية.
التهديدات الداخلية: يمكن أن تؤدي الإجراءات العرضية أو الخبيثة من قبل الذين يملكون إمكانية وصول قانونية (مثل الموظفين أو المتعاقدين) إلى إساءة استخدام البيانات أو الكشف العرضي عنها أو الوقوع ضحية للتصيّد الاحتيالي. ولسوء الحظ، من الصعب الحد من مثل هذه التهديدات نظرًا لامتلاك مستخدمين من داخل المؤسسة إمكانية وصول مصرح بها مسبقًا.
اختراق الحسابات: يستخدم المهاجمون بيانات دخول مسروقة أو التصيّد الاحتيالي لاختراق حسابات السحابة والسيطرة عليها. وبمجرد تمكّنهم من الدخول للحسابات، قد يقومون بسرقة البيانات أو تعطيل الخدمات. ومع تزايد اعتماد المؤسسات على الخدمات السحابية، أصبح اختراق الحسابات أكثر شيوعاً.
التهديدات المستمرة المتقدمة (APTs): يستخدم المهاجمون المهرة أساليب خفية على مدى فتراتٍ طويلة للتسلل إلى الأنظمة والوصول إلى البيانات الهامة والملكيات الفكرية. وغالبًا ما تكمن خطورة التهديدات المستمرة المتقدمة في بقائها غير مكتشفة لفتراتٍ زمنية طويلة، مما يتسبب في أضرارٍ جسيمة.
من خلال اكتساب فهمٍ كامل لهذه التهديدات، يمكن للمؤسسات تعزيز ضوابط الوصول وأذونات التدقيق وتوظيف أدواتٍ متطورة للكشف عن التهديدات. لذلك فإن اتباع نهجٍ استباقي متعدد الطبقات هو سر التصدي الفعال لمثل هذه التهديدات.
بناء بيئة سحابية آمنة: أفضل ممارسات يونيفونك
يتعامل إطار عمل الأمن السحابي من يونيفونك مع التهديدات المتغيرة مع ضمان الحفاظ على سرية البيانات وسلامتها وتوافرها في نفس الوقت.
يشكّل التحكم الفعّال في الوصول أساس استراتيجية الأمن السحابي من يونيفونك. وإدراكًا منها لأهميتها البالغة، تستخدم يونيفونك التدابير التالية لإدارة الهوية والوصول لضمان حماية بيئتها السحابية:
المصادقة متعددة العوامل (MFA): تعمل تقنية المصادقة متعددة العوامل على الحد من الوصول غير المصرح به حتى في حال تعرض بيانات الدخول للسرقة.
التحكم في الوصول القائم على الأدوار (RBAC): يتم فيه تقييد إمكانية الوصول بشكلٍ صارم بناءً على أدوار المستخدمين، ووفق مبدأ الحد الأدنى من الصلاحيات والامتيازات.
تسجيل الدخول الموحد (SSO): يمكّن المستخدمين من الوصول إلى تطبيقاتٍ متعددة بمجموعة واحدة من بيانات الدخول، مما يحسن الأمان ويقلل من النفقات الإدارية.
يعد أمن البيانات ركيزة أساسية أخرى في إطار عمل يونيفونك. ولضمان حماية المعلومات الحساسة، يتم تنفيذ التدابير الأمنية التالية:
تشفير البيانات أثناء التخزين والنقل: يتم تشفير البيانات في حالة التخزين باستخدام تقنية تشفير مثل AES-256 أو AES-512، وحمايتها أثناء النقل باستخدام تقنية TLS 1.3.
إدارة المفاتيح: يعمل توليد مفاتيح قوية وتخزينها وتدويرها على تقليل مخاطر سرقة المفاتيح.
تصنيف ومنع فقدان البيانات (DLP): يتم تصنيف البيانات وفق مستوى سريتها وحساسيتها ويتم مراقبتها لمنع عمليات النقل غير المصرح بها وتلبية المتطلبات التنظيمية مثل نظام حماية البيانات الشخصية السعودي.
يلعب تأمين البنية التحتية للشبكة دورًا حيويًا في حماية أحمال العمل والبيانات الحساسة. وتستخدم يونيفونك نهجًا متعدد الطبقات لتحقيق ذلك:
شبكات السحابة الافتراضية (VCNs): يضمن إنشاء بيئات معزولة بقاء بيانات وتطبيقات كل مستأجر للخدمات السحابية منفصلة.
تصفية الدخول والخروج: تنظم الضوابط الصارمة حركة المرور الداخلة والخارجة من الشبكة، مما يحد من الوصول ونقل البيانات غير المصرح به.
جدران حماية تطبيقات الويب (WAFs): تحمي جدران حماية تطبيقات الويب من تهديدات مثل هجمات حقن تعليمات SQL الخبيثة (SQL Injection) والبرمجة عبر المواقع (Cross-site Scripting).
أنظمة الكشف والوقاية من الاختراقات (IDPS): تكشف المراقبة المستمرة الأنشطة المشبوهة وتمنع التهديدات المحتملة.
مع تزايد استخدام التطبيقات المحفوظة في حاويات، تستخدم يونيفونك تدابير شاملة لتأمين بيئات الحاويات ومنصات التنسيق الخاصة بها. وتتضمن هذه التدابير:
نُسخ حاويات موثوقة: لا يُسمح إلا بالنُسخ الأساسية الآمنة والتي تم التحقق منها، ويتم فحصها قبل تشغيلها لتجنب إحداث ثغرات أمنية.
الحماية أثناء التشغيل: تكشف المراقبة المستمرة عن الأنشطة والسلوكيات غير الاعتيادية وتفرض العزل وتقييد الموارد.
أمن التنسيق: يعمل التشفير القوي وضوابط الوصول والسد الفوري للثغرات على تقليل المخاطر في طبقات التنسيق.
المراقبة المستمرة: تكشف الأدوات المخصّصة للحاويات عن الأنشطة المشبوهة وانتهاكات السياسات في الوقت الفعلي.
يعمل دمج الأمن في عمليات التطوير على تسريع الكشف عن نقاط الضعف والثغرات الأمنية والحد من أضرارها. من خلال إطار عمل "التطوير والأمان والعمليات" الخاص بها، تضمن يونيفونك دمج الأمن في كل مرحلة من مراحل دورة حياة تطوير البرمجيات:
البنية التحتية بصيغة نص برمجي (IaC): تعمل أتمتة التهيئة الآمنة والمتسقة لموارد السحابة على تقليل الأخطاء البشرية.
اختبار أمان التطبيقات الثابتة (SAST) واختبار أمان التطبيقات الديناميكية (DAST): يتحقق اختبار SAST من الكود المصدري بحثًا عن ثغرات في وقتٍ مبكر، بينما يحاكي اختبار DAST الهجمات على التطبيقات وهي قيد التشغيل.
إدارة الوضع الأمني للسحابة (CSPM): تقوم بالمراقبة باستمرار للكشف عن الإعدادات الخاطئة ومشكلات الامتثال والمخاطر، مما يوفر رؤية واضحة للوضع الأمني.
منصات حماية أحمال العمل السحابية (CWPP): تكشف حلول CWPP عن التهديدات والإعدادات الخاطئة ومشكلات الامتثال على مستوى أحمال العمل بشكلٍ لحظي وتعمل على الحد منها.
إدارة المعلومات الأمنية والأحداث (SIEM): تقوم بجمع وتحليل البيانات للكشف عن التهديدات والاستجابة للحوادث بشكلٍ لحظي.
المسح الآلي للثغرات الأمنية: مدمج في ممارسات التكامل المستمر والنشر المستمر (CI/CD) للكشف المستمر عن المخاطر والتعامل معها.
الاستجابة الآلية للحوادث: تعمل أدلة الاستجابة للحوادث على تبسيط احتواء الحوادث والحد منها، مما يقلل من أوقات الاستجابة والتأثير التشغيلي.
يؤدي التحوّل إلى معمارياتٍ تعمل دون خوادم إلى فرض تحدياتٍ أمنية فريدة، والتي تتعامل معها يونيفونك بتدابير أمنية مصممة خصيصًا لها:
التحقق من صحة المدخلات: يمنع التحقق الصارم هجمات الحقن ويضمن سلامة البيانات المعالجة.
عزل الوظائف: تعمل كل وظيفة في بيئتها الآمنة، مما يحد من التهديدات متعددة الوظائف.
مبدأ الحد الأدنى من الصلاحيات والامتيازات: يتم منح الوظائف الأذونات التي تحتاجها فقط، مما يقلل من الضرر المحتمل في حال اختراقها.
إدارة البيانات السرية: يتم تخزين البيانات الحساسة (مثل مفاتيح واجهة برمجة التطبيقات وبيانات الدخول) واسترجاعها من خلال إدارة البيانات السرية من داخل السحابة مع نظام تشفير قوي (AES-256 أو AES-512).
يلعب الامتثال والحوكمة دورًا محوريًا في الاستراتيجية الأمنية ليونيفونك. حيث تلتزم بأعلى المعايير العالمية مثل ISO 27001 وISO 27017 وISO 27018 وشهادة SOC 2 Type 2 وCSA STAR Level 2، بالإضافة إلى نظام حماية البيانات الشخصية السعودي ومعايير الهيئة الوطنية للأمن السيبراني (NCA) والإطار التنظيمي للأمن السيبراني من هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية (CST CRF) في المملكة العربية السعودية. تعمل هذه التدابير على بناء ثقة أصحاب المصلحة وتضمن حماية البيانات.
لضمان الحفاظ على الامتثال والتصدي للتهديدات المتغيرة، أنشأت يونيفونك هيكل حوكمة صارم يشمل:
عمليات التدقيق والتقييمات الأمنية المنتظمة: تساعد المراجعات الداخلية والخارجية في الكشف عن الفجوات والحفاظ على الامتثال.
التوثيق الشامل: تدعم السجلات المفصّلة عمليات التدقيق وتضمن المساءلة.
الاختبار المنتظم للاختراقات:
اختبار الاختراق الداخلي: يتم إجراؤه مرتين سنوياً للكشف عن الثغرات الأمنية في البيئة السحابية.
اختبار الاختراق من قبل جهة خارجية: توفر الاختبارات الخارجية السنوية تقييمات غير متحيزة.
كما تساعد المراقبة المستمرة للويب المظلم (Dark Web) يونيفونك على الكشف عن بيانات الدخول المسربة أو البيانات المكشوفة، مما يتيح اتخاذ إجراءات تصحيحية سريعة.
معمارية الثقة الصفرية
تطبق يونيفونك نموذج ثقة صفرية قائم على مبدأ "لا تثق أبدًا، تحقق دائمًا"، حيث يتم فرض ضوابط عند كل نقطة وصول:
التحقق من الهوية: تضمن المصادقة القوية (مثل المصادقة متعددة العوامل MFA) حصول المستخدمين الذين تم التحقق منهم فقط على إمكانية الوصول.
إمكانية وصول بالحد الأدنى من الامتيازات: يتلقى المستخدمون والأنظمة الحد الأدنى من الأذونات.
المراقبة المستمرة: يتم تفقد نشاط المستخدم وصحة الجهاز وحركة المرور على الشبكة باستمرار.
التجزئة الدقيقة الآمنة: تبقى أحمال العمل الحساسة معزولة، مما يمنع الحركة الجانبية للهجمات في حال تعرضها للاختراق.
تشجع يونيفونك أيضًا ترسيخ ثقافة تضع الأمن أولًا على مستوى المؤسسة مع التشديد على أهمية المسؤولية البشرية في تأمين البيئات السحابية. ويشمل ذلك:
التدريب الأساسي لجميع الموظفين: يتعلم الجميع أفضل الممارسات والتعرّف على التهديدات.
برامج التدريب المتخصصة: يكتسب موظفو تكنولوجيا المعلومات والمطورون من خلالها مهاراتٍ أمنية متقدمة.
المحاكاة العملية: تعمل التدريبات العملية مثل تدريبات الأمن السيبراني على إعداد الفرق للتهديدات والحوادث الأمنية الحقيقية.
مبادرات التعلم المستمر: تساعد التحديثات المنتظمة حول التهديدات الناشئة على إبقاء الموظفين متيقظين.
من خلال تحقيق التكامل بين الامتثال ومبادئ الثقة الصفرية والاختبار المنتظم والمعلومات الاستباقية حول التهديدات بالإضافة إلى ترسيخ ثقافة أمنية قوية، تبني يونيفونك بيئة سحابية مرنة وموثوقة. ويضمن هذا النهج الشامل الحفاظ على أمنها ومرونتها في وجه التهديدات السحابية المتطورة والمتزايدة.